نشأة عبد الرحمن الداخل لكي نفهم قصة دخول عبد الرحمن بن معاوية إلى أرض الأندلس، يجب أن نعود إلى الوراء قليلاً حتى سنة (132هـ=750م)، وهو زمن سقوط الدولة الأموية في المشرق، فقد قتل العباسيون كلَّ مَن كان مُؤَهَّلاً من الأُمَوِيِّين لتولِّي الخلافة؛ فقتلوا الأمراء وأبناء الأمراء وأبناء أبناء الأمراء (الأحفاد)، إلا قلَّة ممَّن لم تصل إليهم سيوفُهم[1]. وكان من هؤلاء الذين لم تصل إليهم سيوف بني العباس- عبدُ الرحمن بن معاوية حفيدُ هشام بن عبد الملك الذي حكم من سنة (105هـ=723م) إلى سنة (125هـ=743م). وقد نشأ عبد الرحمن في بيت الخلافة الأموي، وكان الفاتح الكبير مسلمة بن عبد الملك عَمَّ أبيه يراه أهلاً للولاية والحكم، وموضعًا للنجابة والذكاء، وسمع عبد الرحمن ذلك منه مشافهة، فترك ذلك في نفسه أثرًا إيجابيًّا، ظهرت ثماره فيما بعدُ[2]، ولما بلغ رَيْعَانَ شبابه انقلب العباسيون على الأمويين، وأعملوا فيهم السيف -كما ذكرنا- حتى لا يُفَكِّر في الخلافة أحدٌ منهم؛ فكانوا يقتلون كلَّ مَنْ بلغ من البيت الأموي، ولا يقتلون النساء والأطفال، وكان هذا في سنة (132هـ).
تحميل كتاب صقر قريش - عبدالرحمن الداخل ل علي أدهم pdf
ظلت تلك الصورة لمصرع أخيه محفورة في ذهنه، تلهب حماسه للثأر من العباسيين والانتقام لأخيه الصغير الذي ذبحوه أمام عينيه. الطريق إلى الأندلس
درس عبد الرحمن الداخل أحوال الأندلس بعناية ليتحين الفرصة المناسبة للعبور إليها. واستطاع بمساعدة مولاه «بدر» الاتصال بعدد كبير من الموالين للأسرة المروانية وأنصار الأمويين في الأندلس، وراح يوثق علاقاته بكل خصوم العباسيين في تلك البلاد؛ فالتف حوله عدد كبير من المؤيدين، وكسب المزيد من الأنصار خاصة من جماعات البربر، الذين وجدوا فيه الأمل لاستعادة نفوذهم، وعقدوا عليه الرجاء في التخلص من الأوضاع المتردية التي صاروا إليها. وتجمع حول «الداخل» أكثر من ثلاثة آلاف فارس، كلهم يدين له بالولاء، ويوطن نفسه على أن يقتل دونه. وتقدم نحو «قرطبة» عاصمة الأندلس، إلا أن والي قرطبة يوسف بن عبد الرحمن الفهري، استعد لقتال عبدالرحمن الداخل. أول حرب للداخل في الأندلس
كان يوسف الفهري كبير السن ضعيف البنية، فكان اعتماده على زعيم قبائل مُضر الصُّميل بن حاتم الذي قرر أن يستعين بأهل السوق للاشتراك في القتال، فخرجوا يحملون العصي والسيوف، وخرج الجزارون بسكاكينهم وأرباب الحرف بآلاتهم.
عبدالرحمن الداخل الذي لقبه عدوه بـ "صقر قريش" - تراثيات اقوي موقع تا
ولما كثر الهاربون الأمويون الواصلون إلى أرض المغرب، ازدادت خشية عبد الرحمن بن حبيب من تَكَوُّن عصبة أموية في بلاده، فأخذ في طرد الكثير منهم، وقتل اثنين من أبناء الوليد بن يزيد، وتزوَّج غصبًا بأخت إسماعيل بن أبان بن عبد العزيز بن مروان، وأخذ مالاً له، ثم جدَّ في طلب عبد الرحمن بن معاوية[7]. إلى بلاد الأندلس بلغ ذلك عبد الرحمن الداخل الذي ما كان له أن تفوته مثل هذه الأمور، فلما أن طلبه عبد الرحمن بن حبيب كان قد خرج من القيروان إلى تادلا، ومنها إلى مضارب قبيلة نفزة بالمغرب الأقصى، وهم أخواله؛ إذ إن أمَّ عبد الرحمن كانت جارية من نفزة، ولم يكن الوضع هناك بالآمن؛ إذ إن وجود الخوارج في هذه المنطقة -وهم الذين يكرهون الأمويين- كان يجعل مقامه هذا -أيضًا- مقامًا على شفا جرف هارٍ[8]. في الواقع لم يَعُدْ أمام عبد الرحمن بن معاوية إلاَّ بلاد الأندلس، وإذا جرينا وراء النبوءة فيمكننا أن نقول بأن بلاد الأندلس لم تكن فقط وجهته الوحيدة، بل كانت -أيضًا- مطلبه وغايته وهدفه القديم منذ أن سمعه صبيًّا من عم أبيه مسلمة بن عبد الملك. فعبد الرحمن مطلوب الرأس في أيِّ قُطْرٍ من بلاد المسلمين؛ ففي أقصى الشرق من فارس وما يليها تكمن شوكة العباسيين ومعقلهم الرهيب، وقد كانت فارس في هذه الأثناء تحت حكم الرجل القوي الجبار أبو مسلم الخراساني، الذي لُقِّبَ بحجاج بني العباس، وفي العراق عاصمة العباسيين، وفي الشام ومصر سلطة العباسيين مكينة كذلك، وفي الشمال الإفريقي وبلاد المغرب الإسلامي مطلوب من عبد الرحمن بن حبيب والخوارج.
عبدالرحمن الداخل.. صقر قريش الذي وحّد الأندلس - شبابيك
عبدالرحمن الداخل
في رموز وشخصيات
مايو 1, 2017
7, 523 زيارة
كتب – وسيم عفيفي
زخر تاريخ الأندلس بعديد من القصص التاريخية والشخصيات العملاقة العظيمة وعلي رآسها عبدالرحمن الداخل والتي لا زالت تُقترن في أذهاننا حتى الآن رغم مرور الأزمان واختلاف المكان. ومن ضمن هذه الشخصيات العظيمة هي شخصية عبد الرحمن بن معاوية والمعروف بـ"عبد الرحمن الداخل" وكذلك الملقب بـ " صقر قريش" والذي لا زال ذلك اللقب لصيقاً به و الذي يبدو من شكله أنه يحمل مغزى كبير، إلا أن الغرابة في تحديد من الذي منح عبد الرحمن الداخل هذا اللقب ولماذا. كان الذي منح عبد الرحمن الداخل هذا اللقب هو ألد أعدائه وخصومه السياسيين وهو الخليفة العباسي الثاني "أبو جعفر المنصور"، ففي ذات يوم كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟، فقالوا له: هو أنت ، فقال لهم: لا. فذكروا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني أمية، فقال: لا، ثم أجابهم قائلا: " بل هو عبد الرحمن بن معاوية
وسرد لهم الأسباب قائلاً:" دخل الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيداً برأيه، مستصحباً لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلداً أعجمياً فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد وأقام ملكا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه".
قصة الإسلام | وفاة صقر قريش عبد الرحمن الداخل
وانطلق عبد الرحمن هاربًا –ومعه أخوه هشام- نحو الفرات، وعند الفرات أدركتهما خيول العباسيين، فألقيا بأنفسهما فيه وأخذا يسبحان، ومن بعيد ناداهما العباسيون: أن ارجعا ولكما الأمان. وأقسموا لهما على هذا، كانت الغاية أن يقطعا النهر سباحة حتى الضفة الأخرى، إلاَّ أن هشامًا لم يقوَ على السباحة لكل هذه المسافة، ثم أثَّر فيه نداء العباسيين وأمانهم، فأراد أن يعود، فناداه عبد الرحمن يستحثُّه ويُشَجِّعه: أن لا تَعُدْ يا أخي، وإلاَّ فإنهم سوف يقتلونك. فردَّ عليه: إنهم قد أَعْطَوْنَا الأمان. ثم عاد راجعًا إليهم، فما أن أمسك به العباسيون حتى قتلوه أمام عيني أخيه، وعَبَر عبد الرحمن بن معاوية النهر وهو لا يستطيع أن يتكلَّم، أو يُفَكِّر من شدَّة الحزن على أخيه ابن ثلاث عشرة سنة، ثم اتجه إلى بلاد المغرب؛ لأن أمَّه كانت من إحدى قبائل الأمازيغ (البربر)، فهرب إلى أخواله هناك، في قصة هروبٍ طويلة جدًّا وعجيبة -أيضًا- عبر فيها الشام ومصر وليبيا والقيروان[3]. وصل عبد الرحمن بن معاوية إلى بَرْقَة (في ليبيا)، وظلَّ مختبئًا فيها خمس سنين إلى أن يهدأ الطلب والمطاردات، ثم خرج إلى القيروان، وكانت القيروان حينئذٍ في حكم عبد الرحمن بن حبيب الفهري([4]، وكان قد استقلَّ -فعليًّا- بالشمال الإفريقي عن الدولة العباسية.
عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش صفاته وإنجازاته – الله معنا | allahm3ana
تحميل كتاب ل سيمون الحايك pdf
صقر قريش .. عبد الرحمن الداخل | مجلة رواد الأعمال
هذا من ناحية الأخطار التي يمكن أن تحيط بالفرد العادي إن كان مطلوبًا، فكيف وهو من بني أمية الذين لا يأمن أحد الملوك على ملكه وتحت سلطانه واحد منهم؟! لم يكن يسعه في الحقيقة إلاَّ أن يعيش أميرًا أو ملكًا، وإلاَّ فلن يعيش. بذا قضى قانون الواقع على عبد الرحمن بن معاوية. كانت الأندلس أصلح البلدان لاستقباله؛ وذلك لأنها: أولاً: أبعد الأماكن عن العباسيين والخوارج. وثانيًا: لأن الوضع في الأندلس ملتهب جدًّا؛ وذلك على نحو ما ذكرنا في عهد يوسف بن عبد الرحمن الفهري في نهاية الفترة الثانية من عهد الولاة؛ ففي هذا الجوُّ يستطيع عبد الرحمن بن معاوية أن يدخل هذه البلاد؛ ولو كانت تابعة للخلافة العباسية ما استطاع أن يدخلها، كما أنها لو كانت على فكر الخوارج ما استطاع -أيضًا- أن يدخلها؛ فكانت الأندلس أنسب البلاد له على وُعُورَتها واحتدام الثورات فيها. سبب تسمية عبد الرحمن بن معاوية بصقر قريش يعد أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي هو الذي سمَّى عبد الرحمن الداخل بصقر قريش (وهو الذي كان يسعى لقتله)، وهو اللقب الذي اشتُهِرَ به بعد ذلك، فقد ذُكِرَ أن أبا جعفر المنصور قال يومًا لبعض جلسائه: أخبروني: مَنْ صقر قريش من الملوك؟ فقالوا له كعادة البطانة السوء: ذاك أمير المؤمنين الذي راضَ الملوك، وسكَّن الزلازل، وأباد الأعداء، وحسم الأدواء.
عظماء الإسلام
أبو المطرَّف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي القرشي،
وينسب إلى عائلة عبد الملك وكان الخليفة العاشر من الدولة الأموية،
ولقب بلقب عبد الرحمن الداخل نسبة لدخوله الأندلس عام 138 هـــ. فمن هو عبد الرحمن بن معاوية التي طالت فترة حكمه 34 سنة،
وما هي إنجازاته وكيف كانت فترة حكمه؟؟؟ هذا كله سنعرفه من خلال مقالنا هذا، فلنتابع
عبد الرحمن الداخل
ولد عبد الرحمن سنة 113 هـ في الشام أثناء خلافة جده هشام بن عبدالملك،
ونشأ في قصر الخلافة الأموية بدمشق، نشأ جديرًا بالخلافة،
ومع قيام الدولة العباسية، اضطهد العباسيون أبناء الأسرة الأموية وقتلوا جميع المؤهلين لخلافتهم. فرَّ عبد الرحمن في بلدة صغيرة بالقرب من نهر الفرات في سوريا،
حيث انتقل إلى الأندلس بعد مروره عبر القيروان ثم هرب الى برقة من الخوارج بقيادة عبد الرحمن بن حبيب والذين ارادوا قتله،
خلال إقامته في برقة، جمع عددًا كبيرًا من أنصار الدولة الأموية،
ثم عَبَرَ عبد الرحمن إلى الأندلس بعد أن استقر في برقة في ليبيا لمدة أربع سنوات تقريبًا. وقعت معركة شرسة بينه بمساعدة أنصاره وحاكم الأندلس يوسف بن عبد الرحمن الفهري بالقرب من قرطبة،
المعروفة في التاريخ باسم معركة المصارة أو المسارة، انتهت بانتصار صقر قريش.
صقر قريش يُلقَّب عبدالرحمن بن معاوية الداخل بصقر قريش، وهو مُؤسِّس الدولة الأمويّة في الأندلس، وحفيد الخليفة الأمويّ هشام بن عبدالملك الذي استطاع أن يُثبت للناس جميعاً أنّ الإسلام باقٍ في الأندلس، ولم يمت، لقد كانت نشأته في بيت الخلافة الأمويّة، علماً بأنّ عبدالرحمن لُقِّب بصقر قريش من قِبَل الخليفة العبّاسي أبي جعفر المنصور الذي لم يستطع الانتصار عليه في حَربه ضِدّه. صفات عبدالرحمن بن معاوية الداخل لقد وَصف المُؤرِّخون صقر قريش بالعديد من الصفات الحَسَنة، وأشادوا به في سيرته، وأعماله، فلقَّبه البعض بأبي الملوك، ومن أهمّ صفاته ما يلي: عُرِف عن عبدالرحمن الداخل أنّه كان شاعراً جيّداً، وفصيحاً بليغاً. ذُكِر من صفاته حُسن التوقيع، والعدل، والعلم. قِيل عنه أنّه كان راجح العقل، حازماً، ذا فَهْم ثاقب، ونهضة سريعة، كما أنّه كان شُجاعاً، ومِقداماً.
- رامو الحلقة 3.1
- عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش صفاته وإنجازاته – الله معنا | allahm3ana
- حجز موعد مستشفى الملك فهد
- تجارب كيمياء ٣
كتاب بديا أكبر مكتبة عربية حرة
الصفحة الرئيسية الأقسام الحقوق الملكية الفكرية دعم الموقع الأقسام الرئيسية / التراجم و الأنساب / صقر قريش – عبدالرحمن الداخل
رمز المنتج: bmsk3730
التصنيفات: التراجم و الأنساب, الكتب المطبوعة
الوسم: السيـر والتراجم والأنساب شارك الكتاب مع الآخرين بيانات الكتاب العنوان صقر قريش – عبدالرحمن الداخل المؤلف علي أدهم الناشر مطبعة المقتطف والمقيطم بمصر ١٩٣٨م المؤلف
علي أدهم
الوصف
مراجعات (0)
المراجعات لا توجد مراجعات بعد. كن أول من يقيم "صقر قريش – عبدالرحمن الداخل" لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ * تقييمك * مراجعتك * الاسم * البريد الإلكتروني *
كتب ذات صلة السيدة المظلومة عائشة أم المؤمنين براءتها وحكم الطاعنين ويليه منزلة الصحابة الكرام عند أهل السنة والجماعة ماجد إسلام البنكاني صفحة التحميل صفحة التحميل مع محدث العصر الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – دار الإمام مسلم علي بن حسن الحلبي صفحة التحميل صفحة التحميل سلسلة زوجات الرسول للفتيان والفتيات – دار أولاد الشيخ للتراث سيد مبارك صفحة التحميل صفحة التحميل المقتضب من كتاب تحفة القادم – دار الكتاب المصري ابن الأبار صفحة التحميل صفحة التحميل
فظهور أموي في بلاد المغرب كعبد الرحمن بن معاوية يفتح في ذهن صاحب المغرب –كما سيفتح في ذهن صاحب الأندلس فيما بعدُ- بابًا من الخوف والتوجُّس والانزعاج؛ إذ الأموي أحق بحكم تلك البلاد، وهي من ميراث أجداده الخلفاء العظام. دار هذا في ذهن عبد الرحمن بن حبيب، ولا شَكَّ أنه دار -أيضًا- في ذهن كلِّ صاحب رأي، وكل مَنْ كان من أهل الحلِّ والعقد والرئاسة والزعامة. هذا هو الجانب الواقعي. نبوءة مسلمة بن عبد الملك أمَّا الجانب الطريف فهو مسألة النبوءة! أجمعت كتب التاريخ على أن مسلمة بن عبد الملك -الفاتح العظيم وفارس بني أمية الذي تولَّى فتح بلاد الشمال والقوقاز كما ذكرنا- كان يتنبَّأ بزوال مُلك بني أمية في المشرق، ثم هروب فتى منهم لإحيائه في بلاد المغرب مرَّة أخرى! وتزيد بعض الكتب فتقول بأنه كان يتوقَّع أن يكون عبد الرحمن بن معاوية هو هذا الفتي الذي سيُقيم مُلك الأمويين في المغرب بعد زواله في المشرق. وبهذه النبوءة يُفَسِّر كثير من المؤرخين أحداث هذه الفترة، فيُفَسِّرون بها إصرار العباسيين على مطاردة عبد الرحمن بن معاوية خاصة، ويُفَسِّرون بها اتجاه عبد الرحمن بن معاوية إلى بلاد المغرب، ويفسرون بها حُبَّ هشام بن عبد الملك ورعايته لحفيده عبد الرحمن هذا دون غيره من أبنائه وأحفاده، ويفسرون بها -أيضًا- سعي عبد الرحمن بن حبيب لقتل عبد الرحمن بن معاوية في القيروان.