ترك الشهوات والمعاصي يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ* لِيَجْزِيَهُمُ اللَّـهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ". وتشير الآية إلى المؤمنين الذي لا تلهيهم شهواتهم وحبهم للمال والدنيا عن ذكر الله والقيام بما فرضه عليهم، وهذا ليس بالأمر الهين، ولذا فقد جعل الله عاقبته الخير الكثير كأن يزيدهم من كرمه وعطائه… كما أن الابتعاد عن الشهوات والمعاصي يحتاج من الإنسان حذرًا مستمرًا من وساوس الشيطان ومما تدعوه إليه نفسه الأمارة بالسوء، وكذلك محاسبة النفس على تصرفاتها بشكلٍ مستمر، فإذا ما نجح في ذلك يكون قد نجح في جهاد نفسه وفاز برضا ربه. العمل الصالح واحدة من أفضل طرق جهاد النفس أن يشغل الإنسان نفسه بالعمل الصالح، فإذا ما انشغل وقته بما يرضي الله كان من الصعب أن تنشغل نفسه بالمعصية أو أن تُكثر من التفكير فيها. تابع قراءة المزيد حول: ما هو حكم صلاة العيد للرجال والنساء طلب العلم فريضة على كل مسلم كما يمكن للإنسان أن يجاهد نفسه بطلب العلم، وخاصةً العلم الشرعي، فهو الطريق الأفضل لزيادة المعرفة بالله ودينه، وزيادة قدرة الفرد على الصبر على مصاعب الدنيا وكذلك عدم الاستسلام للأهواء والشهوات، كما أن العلم الشرعي يكسب الإنسان قدرةً كبيرة على الدعوة لدين الله.
- بالبلدي: خواطر الإمام الشعراوي.. الباطل لا يستمر
بالبلدي: خواطر الإمام الشعراوي.. الباطل لا يستمر
ويخاطب ربنا سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالا يشق على نفسه في دعوتهم من شدة ما يعاني منهم مع حرصه على هدايتهم فقال سبحانه " لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ * فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون. هؤلاء هم صفوة خلق الله وهم أكثر الناس ابتلاء صبروا وتحملوا ولاقوا من أقوامهم ما لاقوا فكان ابتلاؤهم سبيلا لنيلهم أعلى الدرجات وأسمى المقامات, صلى الله وسلم عليهم أجمعين. _________________________
[1] الدارمي (2783)، كتاب الرقاق، وأحمد (1494)، والترمذي (3289) دون السؤال، وقال عقبه: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة وأخت حذيفة بن اليمان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي الناس أشد بلاء؟ قال: ((الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل))؛ حسن صحيح، وصححه الألباني في الصحيحة (1/142). [2] صحيح البخاري 5324
[3] رواه البخاري (3416، 6544). عن خباب بن الأرت.
والواجب على أهلِ الإيمان حُسْنُ الظنِّ بالله ـ إذا أصابهم ما يكرهون ـ وأَنْ يحمدوا اللهَ على كُلِّ حالٍ، ويرضَوْا بقضاءِ الله وقَدَرِه، ويعلموا أنَّ ما أصابهم إنما هو بسببِ الذنوب والمعاصي، وعليهم أَنْ يرجعوا إلى الله بالتوبة والإنابة، ويصبروا على ما حَلَّ بهم مِنْ مَصائِبَ، ويحتسبوا أَجْرَها عند الله تعالى. وجديرٌ بالتنبيه: أنه لا يدخل في بابِ سبِّ الوقت أو ذمِّ الزمنِ أو تقبيحِ الدهر وصفُ السنينَ بالشدَّة والأيَّامِ بالنحس إذا ما وُصِفَتْ بأوصاف الشدَّةِ والنحس وغيرِهما بالنظر إلى الناس لا إليها، كقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ سَبۡعٞ شِدَاد ﴾ [يوسف: ٤٨] أي: شِدادٌ عليهم، وفي قوله تعالى: ﴿ فِي يَوۡمِ نَحۡسٖ مُّسۡتَمِرّٖ ١٩ ﴾ [القمر] أي: نحسٍ على الناس، أمَّا الأيَّامُ والسنونَ فليس لها مِنَ الأمر شيءٌ؛ إذِ الأمرُ كُلُّه لله. والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا. الجزائر في: ٦ شعبان ١٤٢٨ﻫ الموافق ﻟ: ١٩ أغسطس ٢٠٠٧م ( ١) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «تفسير القرآن» باب: ﴿ وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُ ﴾ [الجاثية: ٢٤] (٤٨٢٦)، ومسلمٌ في « الألفاظ مِنَ الأدب وغيرِ ها » (٢٢٤٦)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
وجاء الإسلام ليخلص الناس من هذه الأشياء الباطلة. فالحق لم يشأ أن يعلمنا أن كل أحوال الناس غارقة فى الشرور، بل كانت هناك أمور أقرها الإسلام كما هى، فالإسلام لم يغير لمجرد التغيير، ولكنه واجه الأمور الضارة بالحياة التى لا يستفيد منها إلا أهل الباطل. مثال ذلك كان العرف السائد فى الدية أنها مائة من الإبل يدفعها أهل القاتل، وقد أبقاها الإسلام كما هى. وحينما استقبل المسلمون الإيمان بالله، فهم قد استقبلوا أحكامه وأرادوا أن يبنوا حياتهم على نظام إسلامى جديد طاهر، حتى الشيء الذى كانوا يعملونه فى الجاهلية كانوا يسألون عن حكمه؛ لأنهم لا يريدون أن يصنعوه على عادة ما كان يصنع، بل على نية القربى إلى الله بالامتثال، إذن فهم عشقوا التكليف، وعلموا أن الله لم يكلفهم إلا بالنافع، وعندما نقرأ « يَسْأَلُونَكَ» فى القرآن فاعلم أنها من هذا النوع، مثل ذلك قوله تعالى: « وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو» «البقرة: 219». وقوله تعالى: « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المحيض قُلْ هُوَ أَذًى» «البقرة: 222». وقوله تعالى: « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليتامى» «البقرة: 220». وقوله تعالى: « يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ والأقربين» «البقرة: 215».
ويعد هذا النوع من الجهاد بمثابة وقود يحرك الإنسان في حياته؛ فهو عندما يهزم نفسه الأمارة بالسوء يكتسب قوةً داخلية تجعله قادرًا على تخطي الصعاب وتحمل كل التعب في سبيل الدعوة إلى الله تعالى. ترتبط مجاهدة النفس بالهداية، فإذا نجح الإنسان في مجاهدة نفسه كان ذلك دليلًا على هدايته وقربه من ربه.
فمنهم من ابتلي في جسده بشتى الأمراض ومسه كل أنواع الضر لمدة طويلة, ومنهم من ابتلي في ولده في تدينهم والتزامهم بدين الله, فمنهم من شهد قتل احد أبنائه لأخيه, ومنهم من شهد مصرع ولده على الكفر ومنهم من أمر بذبح ولده إرضاء لربه ومنهم من ابتلي بفقد ولده وأحب أبنائه إلى قلبه مدة طويلة ومنهم سيدهم من فقد كل أولاده في حياته ولم تمت بعده الا إحدى بناته. ومنهم من ابتلي في أهله فكانت زوجته كافرة على دين قومها ومعصيتهم, ومنهم من لم تكن له بالنساء صلة فلم يتزوج ولم ينجب ولدا ومنهم من تزوج وظل عقيما طوال حياته إلا قبل موته بقليل ومنهم من ابتلي في أبيه فكان كافرا.
- حركة الجنين في الشهر التاسع من الحمل - استشاري
- معنى كتاب بالانجليزي
- ايجي ناو بث مباشر مباريات اليوم – تركيا اليوم